بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد :
إن الغاية من خلق الله للجن والإنس هو إقامة العبادة لله يقول الله تعالى(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
، وهي كذلك الغاية التي من أجلها بعث الله الرسل(ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) .
ومعنى العبادة أن الإنسان ملزم بأوامر ونواهي من الله تعالى في أقواله وأفعاله.
ففي الأفعال أوجب الله على عباده عبادته قول الحق وعبادته بالصلاة والزكاة ولبس الحجاب للمرأة وترك الزنى وشرب الخمر،
وأما في الأقوال فأوجب سبحانه على الإنسان قول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحليل الحلال وتحريم الحرام وعدم إنكار الأحكام .
فالعبادة إذن شاملة لحياة الإنسان تشق له الطريق الصحيح و السليم للفوز في الدنيا والآخرة (من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة) ،
وهذا ينبني على أن الإنسان عبد لله يقول الله تعالى(إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا) ، ولذلك تجد أن سورة الفاتحة حين ذكر فيها خطاب المخلوق للخالق وعلاقة الإنسان بربه تبين أن أساسها العبادة قال تعالى(إياك نعبد) ، بل إن أول أمر أمر الله به في القرآن هو عبادة الله يقول الله تعالى(يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم) ،
ولما ذكر الله نبيه وأفضل خلقه محمدا صلى الله عليه وسلم في أِشرف المواطن وصفه الله بالعبودية له سبحانه..
ففي موطن إنزال للقرآن عليه قال ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده) ،
وفي موطن الإسراء قال تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده) ،
وفي المعراج قال عز وجل(فأوحى إلى عبده ما أوحى) .
إذن يتبن مما سبق أن الإنسان لم يخلق ليقول ما يشاء ولا ليفعل ما يشاء ، بل هو ملزم بعبادة الله واتباع أحكامه, لذلك ذم الله اتباع الأهواء التي تسول للإنسان فعل ما يريد يقول الله تعالى(ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله).
فطريق الأهواء هو طريق للفساد والدمار يقول تعالى (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن).
إن من خرج عن عبادة الله وادعى أن له الحق في اختيار مايشاء وفعل مايشاء هو في الحقيقة خرج من عبودية إلى عبودية ,من عبودية الله إلى عبودية الهوى والشيطان لأن صفة العبودية لا تنفك عن الإنسان وإنما الإختلاف لمن هي ؟؟(ألم أعهد إليكم يابني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدون هذا صراط مستقيم)
ولا بد من بيان أن العبادة غير قاصرة على مكان دون مكان لأن المعبود هو رب كل شيء يقول الله تعالى( قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ) ، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحلبه بهذا الفهم ألا و وهو : عبادة الله ومراقبته في كل مكان فقال :"اتق الله حيثما كنت " رواه الترمذي وحسنه ، و والحمد لله .