الامام البخارى : علم السنة ومنارة الفقه .

بسم الله الرحمن الرحيم
رغبة فى التعريف باْئمة السنة وعلماء المسلمين الذين اْفنوا اْعمارهم فى خدمة الاسلام والعلم وحفظ السنة مما شابها من وضع الوضّاعين و المفترين ,نعقد تراجم لبعض الائمةالذين كان لهم جهد مشكور فى ذلك ,ونتناول بالتعريف اليوم الامام البخارى -رحمه الله -
التعريف بالامام البخارى -رحمه الله -
هو اْبو عبدالله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة الجعفى ,حافظ الاسلام و اٍمام أئمته الاْعلام .ولد ليلة الجمعة 13 شوال سنة 194هجرية , وتوفى ليلة الفطر سنت 256هجرية , وعمره 62 سنة الا ثلاثة عشر يوما , ولم يعقب ولدا ذكرا .
طلبه للعلم :
طلب العلم وهو صبى , وكان يشتغل بحفظ الحديث وهو فى الكتّاب ولم تتجاوز سنه عشر سنين , وكان يختلف الى محدثى بلده ويرد علي بعضهم خطاْ ه فلما بلغ سنه عشر سنين ,كان قد حفظ كتب ابن المبارك ووكيع وعرف
فقه اْصحاب الراْى , ثم خرج مع اْخيه واْمه الى مكة ,فلما حج عادت اْمه مع اْخيه اْحمدوتخلف هو فى طلب الحديث .
مشايخه :
اْخذ الحديث عن جماعة من الحفاظ الاْكابر منهم :
1-يحى بن معين 2-محمد بن يوسف الفريابى 3-اْبونعيم الفضل بن دكين 4-اْحمد بن حنبل 5-على بن المدينى
6-اسماعيل بن اْبى اْويس المدنى 7-مكى بن ابراهيم البلخى 8-محمد بن عبد الله الاْنصارى 9-عبد الله بن موسى
العبسى ,وغيرهم كثير لا يحصيهم العدّ, قال الفربرى :سمع كتاب البخارى تسعون اْلف رجل , فما بقى اْحد يروى عنه غيرى .
تلاميذه :
روى عنه خلق كثير منهم :
1-اْبو عيسى الترمذى 2-اْبو حاتم 3-ابراهيم بن اسحاق الحربى 4-اْبو بكر بن اْبى الدنيا 5-اْبو بكر بن عمرو بن
اْبى عاصم 6-اْبو بكر بن خزيمة 7-عبد الله بن ناجية 8-يحى بن صاعد 9- الفربرى , واْمم لا يحصون .
ثناء اْهل العلم عليه :
اْثنى اْئمة الاسلام عليه ثناء عاطرا و اعترفوا بعلمه و فضله وخاصة فى الرجال وعلل الحديث ,وهذا شىء يسير من ثناء هؤلاء الاكابر عليه .
-كان اسحاق بن راهويه يقول :اكتبوا عن هذا الفتى -يعنىالامام البخارى لمّا كان شابا يافعا -فلو كان فى زمن الحسن البصرى لاحتاج الناس اليه لمعرفته بالحديث وفقهه .
-وقال الامام اْحمد بن حنبل -رحمه الله -:ما اْخرجت خراسان مثل محمد بن اسماعيل ,وهذه شهادة عالية من امام اْهل السنة والجماعة .
-وكان علماء مكة يقولون :محمد بن اسماعيل امامنا وفقيهنا وفقيه خراسان .
-و قال محمد بن اْبى حاتم :سمعت ابا سهل الشافعى يقول :دخلت البصرة والشام والحجاز والكوفة وراْيت علماءها كلما جرى ذكر البخارى فضلوه على اْنفسهم .
عبادته وورعه :
وكماجمع الامام البخارى بين الفقه والحديث , فقد جمع الله له بين العلم و العبادة , فقد كان كثير التلاوة والصلاة ,وخاصة فى رمضان فهو يختم فى النهار كل يوم ختمة ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليال بختمة .
الكتب التى اْلفها- رحمه الله -:
لقد اْلف الامام البخارى كتبا كثيرة نافعة وجليلة منها :
1-الجامع الصحيح -وهو المشهور بصحيح البخارى - .
2-التاريخ الكبير .
3-التاريخ الاْوسط .
4- التاريخ الصغير .
5-جزء فى القراءة خلف الامام .
6-خلق اْفعال العباد .
7-الاْدب المفرد .
مما اْثر عنه -رحمه الله - :
قال :ما وضعت حديثا فى كتابى الصحيح ,الا وصليت ركعتين .
-و قال: اْرجو اْن اْلقى الله ولا يحاسبنى على غيبة اغتبتها لمسلم فما ذكرت اْحدا بسوء منذ اْن عقلت .
-وقال :لم اْخرج فى كتابى هذا الا حديث رجل يقول الايمان قول وعمل .
هؤلاء علماء سلفنا الذين جمعوا بين العلم والعمل والورع والزهد فى هذه الدنيا الفانية, فحيّا هلا عليها يا اخوة الاسلام وطلاب العلم فالفلاح فى تتبع اّثارهم و الاقتداء بهم -رحمهم الله جميعا -.
والى لقاءجديد يجمعنا مع علم شامخ منهم ,استودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه .

منقول للفائدة..