بعد ثلاثة أيام فقط من إيمان حمزة رضي الله عنه آمن رجل آخر، آمن عظيم آخر، وبإيمان هذا المؤمن الجديد سيغير الله عز وجل من وجه الأرض تماما، سيغير من حركة التاريخ، ذلك الرجل الذي سيزلزل عروش ملوك الأرض في زمانه، كسرى وقيصر وغيرهم، هذا المؤمن الجديد هو: عمر الفاروق رضي الله عنه، فمنذ أول لحظات إيمانه وحتى آخر أيام حياته رضي الله عنه وأرضاه كان فاروقا، وإن قصة إسلامه لأعجب من قصة إسلام حمزة رضي الله عنهما فقد كان حمزة رضي الله عنه خلال السنوات الست التي سبقت إسلامه كان سلبيا بالنسبة للرسول الله صلى الله عليه وسلم وبالنسبة للمؤمنين، فهو ليس معهم، وفي ذات الوقت ليس عليهم.