السلام عليكم
لعلي الآن أكتب بقلم يتفتك حرقة وألما على حال الأجيال اليوم ... ولم تكتب هذه المقال من باب الاسراف في الأمر أو لمجرد الكتابة فقط .. بل خرجت من صميم معاناة واجهتها أنا ويواجهها الجيل الحديث بكل جسارة ... وهذا أول دليل على أننا أقوياء وأننا أفضل جيل من الممكن أن يعيش في هذا العصر,,,لأنه يواجه مشاكله ...
كنت قد ذكرت سابقا ردا على أحد المواضيع في أحد المنتديات حيث بدأ صاحب الموضوع (يشخط في الجيل ) لذا فسأبدأ بوجهة نظري بل وبرؤيتي التحليلية الحالية لأثر التقنية في اظهار الجيل الجديد بالصورة اللتي نريد ...
أعتقد أن الأمر متعلق في العصر بكل مقتضياته .. فليس فقط الدين هو ما يحكم على المرء أو هو ما يضع المرء في اطار أو في آخر مختلف عنه ...
لعلنا نعرف أن كل جيل يأتي .. يقول آبائه ... (الجيل الجديد طالع مش كويس ... <<< هذي الكلمة أمحترم كلمة موجودة طبعا في هذا الصدد ) ؟؟
لذا فإن النظرة للأسف أصبحت بشعة بصورة أو بأخرى ...
لكني أعتقد .. أن كل جيل هو أنسب جيل ممكن أن يعيش في العصر اللذي وجد فيه .. فلا نستطيع أن نحضر آبائنا .. ليعيشو في عصرنا اللذي يجب أن نعيشه ... لأنهم قد مروا ببرمجيات كانت هي السبب في انطلاقتهم نحو عصرهم بالشكل اللذي يرونه صحيحا .. ونحن أيضا كجيل حالي .. نعتقد بأننا نمشي على أفضل طريقة ممكن .. وبالتالي .. ليس علينا الحكم بطريقة عشوائية على جيلنا ...
أريد أن أصلكم من كلامي إلى أن هناك جيل وهو في السن ما بين 25إلى 35من العمر حاليا .. هو جيل مفصلي ...
أي أنه كان يربط بين جيل قادم والجيل السابق .. ففي فترة هذا الجيل المفصلي حدثت تغييرات جذرية على مستوى التقنية والمعلومات والتكنلوجيا .. أدت إلى تشتت هذا الجيل المفصلي بين طريقين ..
1/ الثبات على المبدأ .. كما في جيل الآباء تقريبا ...
2/ العزوف عن الماضي .. والتوجه للجيل المستقبلي ..كما في جيلنا الحالي من 25وأنت نازل ...^^
لذا فإن الجيل الحالي يحظى بعزلة تامة عن جيل الآباء .. والسبب في ذلك هو وجود تغيير سريع جدا خلال أقل من 50 عاما في العصر ومعوماته والتقنية اللتي جلبتها السرعة ... وهذا التغيير كان من نصيب الجيل المفصلي .. ليصبح لدينا 3 أجيال مختلفة يتميز كل جيل منها بأسلوب مختلف أو مقارب للآخر .. يرتبط به جيل مفصلي .. يجتمع معه في روابطك مشتركة ...
وأقرب مثال هو الجيل في دبي في الامارات .. أعتقد أن عصر التقنية اللذي مر عليهم كان أسرع بكثير من باقي الدول الآخرى .. لذا نجد أن الفترة اللتي عاش فيها الجيل المفصلي كانت قليلة جدا .. مما أدى إلى سرعة ظهور الجيل الجديد .. متكوننا ومصبوغا بالحداثة اللتي طرأت على بلده..فتجد الفتاة تسير بجوار أمها .. لاتعرف انهم من عائلة واحدة ...
هذا كان تعليقي ونظرتي التحليلية لاجابة على سؤال الآباء لأنفسهم ... لماذا الجيل الجديد طالع مش كويس ؟؟
ولقد بدأت بما سبق .. والأن أنسج لكم الحكاية كاملة والتحليل المنطقي التربوي الكامل ...والسنفونية العصرية بالأحرى ..
إن أثر التقنية على التربية تمثلت في الأجيال .. فكلما أصبحت التقنية سريعة الدخول على البلد كلما قل وجود الجيل المفصلي ...
وهذا يدفعنا ليس بأن نمنع التقنية عن بلادنا العربية والاسلامية .. ونمنع دخول التطور .. بل يدفعنا إلى إدخالها بالأسلوب المناسب للتربية الحديثة ... فليس المنع هو أسلوب التربية .. وإنما ترك الحرية هو الأفضل ...
ولقد كنت مرة عائد من جدة إلى المدينة .. وكنت قد فتحت الحوار مع أحد من هم بجواري ...
فقلت له وبكل صراحة ... أعتقد أن الانسان اللذي يريد في هذا الزمن تربية أبنائه على نفس النهج اللذي كان قد تربى عليه .. فسيكون هناك اسفاف في تربيته .,.. وستكون عبارة عن لعب كرة القدم .. ولكن في صالة للتزلج ...
وإن من النتائج اللتي أراها تفشت واللتي هي أصل موضوعي هذا .. هو حصاد التربية السابقة .. حيث أن الأب يريد تربية ابنه كما تربى هو .. وهذا غير مطابق لمقتضيات العصر ...
فآبائنا ومن سبقونا كان لديهم الكثير من الجفاء العاطفي ... بل كانت التربية تتمثل في بناء أوامر يومية ملازمة ووضع الابن في قوقعة المنزل دون غيره ... لذا شكل لديهم هذا قلة ادراك للعصر الجديد وعدم وعي بمقتضياته ...مما أدى إلى نفس النتيجة اللتي كانو عليها ...
فقد نشأنا نحن وقد أمليت علينا الكثير من الأوامر الملازمة ليس لذاتنا فقط بل حتى لما سنفعله في (دورات المياه )؟؟
وهذا أنتج لدينا جفاء عاطفي .. ولكن لأن العصر لا يسمح بذلك .. بات يفرض علينا أن نبحث عن العاطفة بكل الوسائل ... لأن آبائنا كانو في زمن قلت فيه التقنية والمعلوماتية بل وحتى العولمة لم تكن قد دخلت عليهم كما دخلت علينا من أوسع أبواب الحياة ...
وقد شكل هذا الجفاء اللذي يصر آهالينا على عدم اعطائنا ايها .. نزعة إلى التحدث والمواجهة والتقرب بكل الطرق ... وكل حسب ما يناسب قيمه ... نزعة عاطفية لبناء العلاقات مع الجنس المقابل ... فالشاب .. لا يطيق الابقاء على عاطفته حبيسة في قيد الأصدقاء الشباب من حوله ..فبات يحتاج إلى وجود العنصر الأنثوي من حوله .. حتى يدفع من نفسيته للأعلى ...
والفتاة الآن .. ولعل مصيبتها أعظم من مصيبة الشاب ... فهي اللتي تتمثل فيها العاطفة الأنثوية اللتي فطرها الله عليها .. باتت الآن سجينة عواطف الشباب والشباب فقط ... لأن الآباء رفضوا أن يغيروا من نمط تربيتهم التربية الزلال والمهزلة وليست التربية ...
وهنا يأتي الحل لهذه المشكلة العظيمة ... مشكلة الجفاء العاطفي اللذي يتعرض له الجيل الجديد ... فأعتقد أن في هذه المشاكل .. الواقع هو ما يحل نفسه بنفسه والزمن كفيل بحلها ولكن يجب أن نقول ...
قد رأينا أن الحل هو في أصل المشكلة .. وهو أن يتم تبادل العواطف بأي شكل من الأشكال .. وكل حسب قيمهم .. بين الجيل بعموم جنسه ...
وإن الحل لهذا الحل اللذي يعد مريضا نوعا ما .. هو أن تزرع القيم .. وتوضع على أنها ليست شعائر دينية ... فلسنا نطالب الآن ذواينا بأن يحافظو على الصلاة .. لأنها أصبحت مسألة شخصية وفي هذا الزمن أصبح الاجبار عليها أمرا مشينا بها ... ولكنا نطالب بزراعة القيم اللتي تحدد طريقة تعامل الشاب مع الفتاة ...
فمن كانت قيمه متسلخة تماما بل وقد تكون معدومة ... سنجد ذلك واضحا في علاقاته مع الجنس الآخر ..
ومن حافظ على قيمه .. أيضا سنجد خطوطه الحمراء تحد على مقدار قيمه ...
اللذي أود أن أخلص إليه ...
وهي كلمة سأقولها بكل جرأة .. وإن أردتم أن تتهموني بالجنون أو أن تنسبوني للجيل المتهور والطائش بل وحتى المتسيب .. فلا بأس .. في مقابل أن تحل هذه المشكلة ...
أود أن أقول ... أن الجيل الحالي محتاج إلى بناء روابط فيما بينه متشكلة في الجنسين على حد سواء ... لتغطية هذا الجانب المظلم من حياة هذا الجيل ...
وأن يبدأو بصقل قدراتهم وإعطاءها فيتامين عاطفي فقط وليس اسهاب في العاطفة .. حتى يستمر التوازن والحفاظ على القيم ...
وأن يعيدوا النظر بل أن نعيد النظر نحن كجيل جديد ... في طريقة تعاملنا مع الأطفال من حولنا .. فنمنحهم العاطفة ... فهم سيكونو الجيل القادم .. وإن بخسنا عاطفتنا تجاههم .. لا أدري ماذا سيكون الحل مستقبلاً لهم ولكنه لن يكون أقل من الزواج العرفي كحل سريع وجزئي لهم ..يا ترى ماذا ستكون حلولهم العامة والاستراتيجية... واللتي حرمنا منها المفكرون والتربويون في هذا العصر ...
محب العصر وإبن الجيل الحديث