المظاهر الاقتصادية والاجتماعية للمملكة

الرباط 28/04/2004

أكد السيد الطيب الفاسي الفهري الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون اليوم الأربعاء أن سياسة الجوار للاتحاد الأوروبي كما يتم إعدادها تشكل "ردا صريحا وإيجابيا" على طلب المغرب المتعلق بمنحه "وضعا متقدما".

وأضاف السيد الفاسي الفهري في كلمة خلال افتتاح أشغال الدورة الرابعة للدراسات الدولية (جون موني) التي تحتضنها الرباط يومي28 و29 أبريل الجاري حول موضوع (التعاون بين الاتحاد الأوروبي الموسع وجواره الجديد :الرهانات والآفاق) أن موضوع الجوار الجديد للاتحاد الأوروبي الموسع قوبل بكثير من الآمال والحماس بالنظر لكونه يرسم آفاقا جديدة في علاقات الاتحاد مع شركائه ومن بينهم المغرب.

واعتبر الوزير أن هذه الآفاق تطرح كذلك بعض الأسئلة حول نجاعة هذا المشروع وتحقيقه وفق وتيرة سريعة وفي إطار منظم . وقال في هذا الصدد " نشعر بارتياح ،نحن في الجنوب، لكون هذه السياسة تندرج من الآن فصاعدا ضمن الأجندة الدولية للاتحاد الأوروبي".

وأشار إلى أن المغرب يعتبر أن مقاربة أوروبا إزاء جوارها تتضمن ثلاثة اقتراحات من شأنها إعطاء دينامية جديدة لعلاقاته مع الاتحاد موضحا أن الأمر يتعلق قبل كل شيء بعرض هام للاندماج على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبعد ذلك باعتماد مقاربة نوعية على أساس ثنائي أو إقليمي حيث يقوم كل بلد جار للاتحاد بتحديد درجة ووتيرة علاقته مع الاتحاد وأخيرا بوضع آلية عمل ملائمة وذلك أساسا من خلال إعداد شكل من أشكال (عقد _ برامج وطنية) أو تحديدا خطة عمل تخص كل بلد شريك على حدة والتي تتضمن الالتزامات المتبادلة للطرفين.

وفي هذا الإطار " يضيف السيد الفاسي الفهري " فإن المغرب لا يسعه إلا أن يعبر عن ارتياحه الكبير لهذه المبادرة التي تندرج في إطار النهج الذي تدافع عنه المملكة المغربية باستمرار والمتمثل في العمل على تعزيز وتعميق علاقاتها بشكل متواصل مع الاتحاد الأوروبي.

وقال السيد الفاسي الفهري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن الاتحاد الأوروبي سيجد ،خلال توسيعه مستقبلا ، جوارا جديدا وبكل تأكيد لمدة طويلة مشيرا إلى أنه من بين بلدان هذا الجوار هناك بطبيعة الحال المغرب وذلك في إطار نوع من الحزام يمتد من الرباط إلى موسكو .

وأبرز أنه بالموازاة مع ذلك فان للمغرب تصورا و طموحا مذكرا في هذا السياق بالطلب المغربي المتعلق بمنحه "وضعا متقدما" وهو الوضع الذي يعتبر أكثر من الشراكة حتى يتمكن المغرب من تطوير علاقاته مع الاتحاد الأوروبي لتشمل ميادين تدخل جديدة في إطار تعميق ما يتم القيام به حسب طريقة منهجية على شاكلة تلك التي استفاد منها الأعضاء العشرة الجدد بالاتحاد الأوروبي وكذا في إطار مخطط عمل " نأمل أن يخرج إلى حيز الوجود خلال سنة2004 ".

ومن جانبه أبرز السيد أحمد الحليمي المندوب السامي في التخطيط أن المواضيع التي تم اختيارها لهذا اللقاء الذي ينظمه كرسي جون موني التابع لجامعة (مونتيسكيو )بوردو4 والمعهد الوطني المغربي للإحصاء والاقتصاد التطبيقي تحت رعاية المندوبية السامية للتخطيط والبرلمان الأوروبي والوزارة الفرنسية المنتدبة للشؤون الأوروبية، يندرج في صلب انشغالات المغرب الذي تجمعه بأوروبا علاقات اقتصادية واجتماعية وثقافية متنوعة وعريقة.

وشدد السيد الحليمي على أن الاختيارات الليبرالية للمغرب في المجالين الاقتصادي والاجتماعي جعلته باستمرار في صف البلدان الديمقراطية خاصة منها الأوروبية.

وأشار المندوب السامي في التخطيط إلى أن شريحة واسعة من الرأي العام الوطني تعتبر أنه بالنظر إلى العلاقات التاريخية والقيم المشتركة مع أوروبا فإن المسافة الجغرافية القصيرة بين القارتين الأوروبية والإفريقية لا يجب بأي حال من الأحوال أن تحجب أهمية هذه العلاقات.

وفي معرض تطرقه لسياسة الجوار للاتحاد قال السيد الحليمي " نحن في حاجة إلى أوروبا أكثر تصميما على الدفع فعلا بعملية الازدهار والاستقرار والسلم مع جيرانها في الجنوب كما هو الشأن بالنسبة لجيرانها في الشرق ".

وأكد السيد الحليمي على ضرورة بذل جهود مشتركة أكثر من أي وقت مضى والتقاء محاور المخططات الاستراتيجية والتقييم الدائم للأهداف والمنجزات من أجل تنمية متناسقة ومتضامنة لهذه الشراكة.

وقال في هذا السياق " إننا نحتاج ، نحن في جنوب المتوسط إلى تضافر جهودنا بهدف تسوية النزاعات القائمة " فضلا عن دعم المبادرات التي تروم الوحدة المغاربية ومشاريع مناطق التبادل الحر التي تم تدشينها في اكادير والمساهمة في بناء فضاء للشراكة والتبادل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي يعود بالمنفعة المتبادلة حتى يكون في مستوى الرهانات الدولية.

وسجل المندوب السامي في التخطيط أن الإطار الإقليمي الاورو متوسطي الذي سيشهد تحولات كبرى بعد توسيع الاتحاد الاروبي نحو الشرق ستطرح تساؤلات حول الفرص والتحديات الجديدة لهذه التحولات بالنسبة لبلدان جنوب وشرق المتوسط.

وبدوره ذكر السيد سين دويل السفير الممثل للاتحاد الأوروبي بالمغرب بأهمية علاقات المغرب بالاتحاد الأوروبي مبرزا الإنجازات التي تحققت في المغرب الذي قال عنه " إنه البلد الذي يتقدم أكثر والأفضل على صعيد جنوب المتوسط".

وأضاف أن سياسة أوروبا الموسعة يطبعها التفاؤل الذي يسود في بروكسيل بخصوص العلاقات مع المغرب "الذي يضطلع بدور أساسي وريادي " في هذا الصدد.

أما السيد فريدريك غراسي سفير فرنسا بالمغرب فقد دعا بالخصوص إلى الدفاع عن الامتياز الذي يحظى به المغرب في علاقته بالاتحاد وضرورة التفكير المشترك من أجل تثمين هذا الامتياز .

وقد تواصلت أشغال هذا اللقاء في شكل ورشات تهم أساسا ( تحولات الاتحاد الأوروبي وعلاقات القرب) و( المظاهر السياسية والقانونية والمؤسساتية للتعاون مع الجوار الجديد)و( المظاهر الاقتصادية للتعاون مع الجوار الجديد.: شروط الإنتاج والرهانات القطاعية) و(المظاهر الاقتصادية للتعاون مع الجوار الجديد :التجارة الخارجية والاستثمارات المباشرة الأجنبية واضطرابات التوازنات المالية والدولية).

مشكووووور على الموضوع المميز