[شيء من العنف]
يُصاغ الآن، لا داعي لذكر تاريخ مُعين، في مخازن الأسلحة العتيقة مشروع للتدمير.
[هذا المشروع يهذف إلى رسم الخريطة من جديد، فقد سبق و إنتعش هذا المشروع قبل هذه الآونة بفترات مُتعاقبة من زمن الحروب الصليبية مُروراً بعصر الإستكشافات، رُويْدك عصر الإبادة، و الإستعمار الذي قَدم صور مُشرقة عن الحضارة؛ عن هذا الضجيج الصادر من ماكينات العصر آنئذٍ المُدعمة، أغلقوا أفواهكم و لا تسألوا لماذا فقط إسمعوااا، بالثورة الصّناعية، و يالَ سعادة القومِ هناك، فقد إعتبر بعض الجهابدة منهم و بعد تعبٍ كثير أن تلك الثورة من لَبنات الإرادة الذكية للجنس الشمالي وَحده، لا لغيْره من الأجناس الأخرى، و لا أحد يملك الفيتو للنقض أمام التّاريخ و ذهابكَ في التّعنت يُقارن، أو يُساوي؟، عاقبة النُكران الدولي و الإستياء العميق من جاهليتك تلك المغروسة أبداً بيْنك، آوه قلنا لكَ لا تسأل العقل عن الأحكام المُسبقة، حول تشكيككَ في المحرقة اليهوذية الآن....قُلنا أن هذه الحضارة، التي في جانبها الميكانيكي أو التقني حِفاظا على التّعريب، هي مغرومة بهذا النزوع العاطفي نحو قصص أجداد السديم الشّمالي و عن أساطير الفال هالا، تلك التّلال الشامخة التي إستمد منها أذكياء الثورة الصّناعية إلهامهم ليعيدوا أسطرة الواقع البشري كشجرة بغيضة من التّصنيفات اللّونية حيث القطب الشمالي يحتل الصّف الأول، لا داعي من المُشاركة في هذا الغرور الغبي، و منها تنطلق الهِّمم و العزائم نحو بؤرة الإقصاء بتحرير الأوطان من الجهل و التّخلف، إقصاء الآخرين كخراذلٍ لا ينفعون في صناعة الصّناعة و مآلهم الأشياء الصغيرة بسبب عقولهم تلك اليّابسة و غير النّاضجة على إستيعاب صفير القطارت، فلهم أن يفرحوا و يزغردوا، نقول يهلّلوا، بما لديهم من عادات غريبة هي تكوين للعقلية الشرقية؛ تلك العقلية الخانعة اللّطيفة، تلك العقلية المؤمنة بالأرواح الشريرة، تلك و تلك، وعوضاً عن هذا، ضمن الإقصاء، نُقدم لهم أشواكاً و معاليق من نحاس و نقنعهم أنها جزء من التّحضر، لعلنا لا نُخيِّبُ أملهم في وفودنا، ها ها ها كلمة مُزعجة فنتفقد آثرها في غَزوِنا، و رغبتنا الطيّبة الحنونة في إصلاح عُراهم، قبل أن يُكتشف تذمرنا من هذا المّظهرالإنساني و الذي لن نكتفي التذكير به الجّهلة أنّا صانعوه عندما نُمنّي النّفس بأمجاد الماضي التّليد؛ ماضي الحثيث الجدّاب من طرف أرسطو و البقيّة للكشف عن غموض الكون، فهنا يقع شرفنا المعرفي و ليس نخوتنا فهي قمينة أن تُدّعى عند همجٍ سكنوا الغابات والأحراش وهم من يُنادون بهم أيام الرومان بالجرمان البّرابرة، و كذا أيام الإغريق رغم تشارك هؤلاء حضارة الشرق و توازي خطهم الجغرافي معهم، لكن إحتراماً لصك الغفران المنقول من طرف عرب و مسلميْ العصور الوسطى و الذي به تمكنا من إستيعاب هذا التاريخ الغائب عن أجدادنا الساكنين للأحراش، سنغفر لهؤلاك الأغريق خطاياهم و تحاملهم عن الرومان، لا بل سنجعلهم هويتنا رغم هجنية معرفتهم، و من هذا المُصطنع و التّنميط البسيط أنّا ذو حضارة ألكسندر الصغير، نقفأ المُعاتبين لا بل المُتطرفين و الخارجين عن القانون، لأنه في زمن مُقاومة الإستعمار كانت مثل هذه التفاهات رائجة، و نقدم الشواهد و الدلائل على جاهليتكم من خلال الإستشراق و تضخيم روافدنا المعرفية بالنسبة للموهمين منكم.....في إنتظار الجزء الثاني