مئة نصيحة في التربية الناجحة

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الكاتب:
إن للتربية القويمة أهميتها القصوى في صلاح الجيل واستقامة سلوكه،وإن امر التربية خطير دقيق،تقصر عنه عقول كثير من الآباء والأمهات،فقد يعتبر كثير منهم أن التربية لا تبدأ إلا إذا بلغ الطفل سنّ التمييز أو بعدها ،وهذا خطأ فادح يقعون فيه ،فيقصرون في تربية أطفالهم في الصغر فينشأ الأطفال على عوج ، ثم يعجز الآباء والأمهات بعد ذلك عن تقويم العوج ،فينشأ الجيل ضعيف الإيمان ، هزيل الطاعة، جريئاً على المعصية والمخالفة ، سيء الأخلاق والطباع0

يقول الغزالي رحمه الله تعالى:
"إن الطفل أمانة عند والديه ، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة ،وهو قابل لكل ما ينقش فيه ، ومائل إلى كل ما يمال به إليه ،فإن عوّد الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة ، وشاركه في ثوابه أبواه،وكل معلم لهومؤدب،وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك،وكان الوزر في رقبة مربيه ، والقيم عليه0"000

من هنا لزم الأهتمام بغرس الآداب الإسلامية وتعويد الناشئ عليها،فلا بد للإنسان من عادات يعتادها منذ الصغر ،وينشأ عليها حتى تصبح جزءاً من شخصيته وحياته ،لا يجد جهداً في ألتزامها وفعلها ، فالخير عادة والشر عادة0
والوالدان هما المسؤولان المسؤولية الكبرى على غرس عادات الخير أو الشر ، فإن هما أهملا مسؤوليتها وفرطا وضيعا ،تولت البيئة المحيطة بالناشئ تلك المسؤولية ووجهت الناشئ وجهة الخير أو الشر 0
وإن خير ما يغرس في نفس الناشئ الآداب الإسلامية ، والسنن النبوية ،لتتشكّل شخصيته منذ الصغر وفق هدي الإسلام ومبادئه وأحكامه0
وإن أخطر الأسباب أختلاف الأبوين في تربية الأولاد وعدم وضوح المنهج التربوي لدى أحدهما ، فيختلف توجيهه عن الآخر ، أو لا يكترث بتوجيه الآخر ولا يكون عوناً له في تربيته وتقويمه0
فكان لا بد من وضوح الآداب والعادات التي ينبغي على الوالدين غرسها في نفس الناشئ لتكون محل أتفاق بينهما ،ولا يكون عليها أي خلاف أو نزاع0

ومن أهم تلك الآداب والعادات والأخلاق:

*أن يناول ما يعطاه باليد اليمنى، من مأكل أو مشرب أو لعبة ،ليتعود الأخذ باليمنى ، والإعطاء باليمنى،
والأكل باليمنىمن صغره0
*وأن نلبسه ما نلبسه من ثوب أو قميص أو معطف أو سروال أو جورب أو حذاء مبتدئين باليمين ، وأن ننزعها عنه حين ننزعها مبتدئين باليسرى ،ليتعود ذلك حين يلبس لنفسه أوينزع لنفسه0
*وأن ينهى عن النوم على بطنه ،وأن يحول عن القبلة عند قضاء الحاجة،
وليعلم الوالدان أن كل ما ينهى عنه المسلم في الكبر يجب على الأبوين أن يجنباه إياه في الصغر0
*وأن يجنب لبس القصير من الثياب والسراويل ،لينشأ على ستر العورة والحياءمن كشفها 0
*وأن يخالف هواه أحياناً،بمنعه مما يطلب من لعبة أو مأكل ، ويعود الجواب من أبويه بقولهما:"نعم"فيفعل، أو "لا" فيمتنع راضياًغير ساخط0
*وأن يمنع عن مصّ أصابعه وعض أظافره أو قطعها بأسنانه0

يتبع إن شاء الله

*وأن يعود غسل اليدين قبل الطعام وبعده0
*وأن يلاحظ في الأعتدال بالمأكل والمشرب ،وتجنب الشره،والشبع المفرط0
*وأن يعود أن يسمي الله تعالى عند البدء في الطعام والشراب ، وأن يحمد الله تعالى عند الفراغ منهما0
*وأن يأكل مما يليه ، وأن لا يبادر إلى الأكل قبل غيره0
*وألا يحدّق إلى الطعام ،ولا إلى من يأكل معه0
*وأن يجيد المضغ ،ولا يسرع في الأكل0
*وألا يوالي بين اللقم،وأن لا يلطخ يديه ولا ثوبه بما يأكل0
*وأن يعوّد الخبز القفار وحده بدون أدم معه أحياناً،حتى لا يرى الأدم حتماً لازماً0
*وأن يأكل من الطعام ما وجد ،لا يتشهّى ما لا يجد0
*وأن يعوّد القناعة بإعطائه المشتهيات واحدة واحدة، وأن لا يمكّن من ملئ يده منها0
*وأن يخرج النوى ،ولا يجمع بينه وبين الثمر في إناء واحد0
*وأن يعود نظافة فمه بأستعمال السواك أو الفرجون المعروف،بعد كل طعام ،قبل النوم،عند الإستيقاذ ،وقبل الصلاة0
*وأن يعود الأمتخاط باليد اليسرى ، وكذلك حمل الحذاء، وألتقاط الأوساخ والأستنجاء0
*وأن ينهى عن العبث بأنفه0
*وأن يحبب إليه الإيثار بالطعام والشراب وغير ذلك من المحابّ،ويعوّد إكرام إخوته وأقاربه وأولاد الجيران، إذا رأوه يتمتع بشيء منها0
*وأن لا يعود الخروج مع أمه أو أبيه أو أخيه دائماً كلما خرج أحد هم في حاجة ،بل يوافق أحياناً ويخالف أحياناً أخرى0

*أن يعود النطق بالشهادتين ، وتكرارها كل يوم عدة مرات0
*وأن يعود حمد الله تعالى بعد العطاس وتشميت العاطس إذا حمد الله تعالى0
*وأن يعلم كظم الفم عند التثاؤب
*وأن يعود الشكر على المعروف ،مهما كان يسيراً0
*وأن لا ينادي أمه وأباه بأسمهما،بل يناديهما بلفظ :أبي ، أمي0
*وأن لا يمشي أمام أبويه ، أو من هو أكبر منه في الطريق ،ولا يدخل قبلهم إلى مكان تكريماً لهم وأحتراماً0
*وأن يعوّد السير على الطرف أوعلى الرصيف الأيمن ، لا في وسط الطريق ،وينهى عن التلهي في الطريق ،وعن الركض فيه ، وعن التلفت يميناً وشمالاً0
*وأن لا يرمي الأوساخ في الطريق ، بل يميط الأذى عنه، من حجر أو شوك أو عظم أو قشرة بطيخ أو موز ونحو ذلك0
*وأن يبدأ من لقيه بالسلام بأدب وأحترام ويرد السلام كذلك 0
*وأن يلقن الألفاظ الصحيحة، ويعود النطق باللغة الفصحى بدون تكلف ما أمكن0
*وأن يعوّد على الطاعة إذاأمره أحد الأبوين بشيء،أو من هو أكبر منه،فعلاً وتركاً،
فإن في تربية الطفل على طاعة أبويه وذويه منذ الصغر مراناً له على طاعة الله وطاعة رسوله ومن تمرّد على أبويه وأقاربه وتعود المخالفة في الصغر ،أستسهل مخالفة الله تعالى،ومخالفة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والتمرد على أوامرهما في الكبر0
*وأن يعالج العناد بردّه إلى الحق طوعاً إن أمكن ، وإلا فالأكراه على الحق خير من بقاء العناد والمكابرة0
*وأن يشكراه أبواه على أمتثال الأمر وأجتناب النهي، وأن يكافئاه أحياناً على ذلك ،بما يحب من مأكل أو مشرب أو لعبة مباحة0
* وأن يحبب إليه اللعب المباح،,أن يكره إليه اللعب المحرم أو المكروه0
* وأن يعود أحترام ملكية غيره ، فلا يمد يده إلى مال أحد أو حق أحد، ولو كانت لعبة أخته أو كرة أخيه0*وأن يتجنب الأبوان الأختلاف في أيّ شأن أمام الأولاد ، لأن ذلك يذهب هيبة الأبوين ويجرّئ الأولاد على المخالفة والتمرّد0
يتبع بأذن الله وتوفيقه

ومما ينبغي تعهد الولد به في سن التمييز من الآداب :

*أن يعلم في سن التمييز التوقي من النجاسات ،ويعلم كيفيّة الأستبراء والأستنجاء0
*وأن يعلم الوضوءبصورة عمليّة مع ملاحظة ما يكثر وقوع الأخطاء فيه0
*وأن يؤمر بالصلاة ويعلم كيفيتها بصورة عملية ،وتلاحظ صلاته بين الحين والآخر وتقدّم له الملاحظات والتوجيهات0
*وأن يصحبه أبوه معه إلى المسجد للصلاة جماعة ويعرفه حرمة المسجد وآدابه ، وأن يدخل المسجد باليمنى ويخرج منه باليسرى0
*وأن يعود إجابة المؤذن والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الآذان ودعاء الوسيلة ويذكر بذلك دائماً ليعتاده0
*وأن يعلم التسبيحات الواردة بعد كل صلاة مفروضة ، ويتابع في المحافظة عليها0
*وأن يؤمر بالصوم إذا قدر عليه ولو في بعض أيام رمضان،ويشجع على ذلك ويكرم ببعض الهدايا والشتهيات0
*وأن يذكر له الجنة وأنها دار المؤمنين الطائعين في الآخرة ،ويذكر له مافيها من أنواع النعيم ،والأعمال والصفات التي يستحق بها المؤمنون دخولها بفضل الله ورحمته0
*وأن تذكر له النار وأنها دار الكافرين والعصاة في الآخرة ،ويذكر له ما فيها من أنواع العذاب ،والأعمال والصفات التي يستحق بها الكافرون والعصاة عذاب الله تعالى وعقوبته0
*وأن يحفظ ما تيسر من القرآن الكريم من قصار السور ومقاطع مناسبة من السور الطوال0
*وأن يختار له من الأحاديث الشريفة ما ينتناسب مع سنه ومداركه ، يحفظه ويردده ويؤمر بإلقائه أمام ذويه وأقاربه أحياناً0
*وأن يقص عليه قصص الأنبياء،بأسلوب مناسب لمداركه وسنه ، ويحببه بحياتهم ،ويروي له من حكايات الصالحين الواقعية الهادفة ،ما يغرس في نفسه الفضائل ومُثل الإسلام الصحيحة0

*وأن يؤكد عليه في أمر النظافة العامة ولا يسامح بتسويد الجدران بقلمه0
* وأن يُستر إذا وقع في مخالفة ،ولا يكاشف بها من أول مرة ،فإذا عاد إليها ثانية فينبغي أن يعاتب سراً ويحذر من الأصرار عليها، وإذا تكرر ذلك فلا بأس في عرك أذنه ،والتعبيس في وجهه وإظهار الإنزعاج منه ، وأمره بالوقوف إلى الجدار دقائق عقوبة له0
*وأن يمتنع أبوه أو أمه عن الكلام معه بعض الوقت ولا بأس من أن يؤمر أخوته بذلك إذا دعت إليه المصلحة0
*ولا بأس بالضرب غير المبرح ، إذا دعت إليه الحاجة أيضاً ،فهو بمنزلة الدواء المر ، الذي يجرّعه الطفل أحياناً للضرورة فتقويم العوج بأي وسيلة كانت خير من بقائه والأستمرار عليه0
* ولتحذر الأم من إعلان عجزها عن ولدها إذا عصاها ،فإن ذلك يغريه للمخالفة ،ويشجعه عليها0
*وإذا تخلف الطفل عن الأستجابة أحياناً، فعلى مربيه أن يستعمل معه أسلوب الترغيب والترهيب، فيرغبه بالفضيلة ، ويعده بالمكافئة عليها أحياناً، وإذا تخلف عنها خوّفه بالعقوبة ،فالإنسان مفطور على الرغبة والرهبة، ولهذا أعد الله لعباده الجنة والنار وقدّر ثواباً وعقاباً0
* وليحذر الوالدان من رشوة الطفل في شأن من الشؤون ،مثل أن يقال له:خذ هذه قطعة حلوى وافعل كذا وكذا، أو خذ هذه القطعة من النقود واكفف عن الضوضاء،لأن الطفل إذا عرف أن هذا العروض تتبع مخالفته للأوامر كان من الطبيعي أن يعمل على الحصول عليها قبل تلبية أي أمر ،بل إنه إذا تشبث بموقفه قد يكون كسبه أكبر0
* وأن يعود الخشونة في المأكل والمشرب والمفرش ، ويعود المشي والحركة والرياضة حتى لا يغلب عليه الكسل0
* وأن يؤذن له بعد الأنصراف من المدرسة أن يلعب لعباً هادفاً،يروّح فيه عن نفسه عن عناء الدرس ، لأن منع الصبي من اللعب يميت قلبه ، ويبطل ذكاءه وينغص عليه العيش0
* وأن يراقب في لعبه ، ويرشد إلى الأتزان فيه والأعتدال0
* وأن يعوّد الأستقلال الذاتي والشعور بالمسؤوية في ترتيب لعبه وكتبه وكل ما يتعلق به ، وأن تعود الطفلة الأستقلال الذاتي والشعور بالمسؤولية في ترتيب ما يتعلق بها والقيام بأعمال البيت وترتيب أثاثه والمحافظة على نظافته0
* وأن لا يقارن بين طفل وآخر ،فيمدح أحدهما ويذم الآخر على مسمع منهما ، ولا بين طفلة وأخرى ، فقد تكون الفوارق التكوينية بينهما مختلفة ، والمواهب متفاوتة ، فيؤثر ذلك في معنويات الأطفال ويوهن شخصيّاتهم0

بسم الله الرحمن الرحيم

*وأن ينهى عن الأفتخار على أقرانه بشيء من المطعم أو الملبس أو الأدوات ، بل يعود التواضع والإكرام لمن عاشره ،والتلطف معهم في الكلام0
*وأن يمنع من أخذ شيءمن الصبيان ويعلم أن الرفعة في الإعطاء لا في الأخذ0
*وأن لا يخرج بالفاكهة ونحوها حيث يراه الأطفال من أقارب أو أولاد الجيران إلا أن يعطيهم منها لأن رؤيتها تحرّك فيهم الرغبة إليها ، وقد لا يجدون والحرمان يؤذيهم0
*وألا يسمح له بالخروج إلى الشارع ، ولا بالوقوف على باب الدار ، لأن ذلك يعرّضه للضياع من جهة ولسماع ألفاظ السوء والبذاء من أبناء الشارع0
*وأن يحث على الأنفاق مما معه ، وألا يتعلق قلبه بالمال منذ الصغر ، ويقوى ذلك في نفسه كلما شب وترعرع0
وأن ما أعتاده بعض الأطفال من أقتناء حصالة للنقود حسن من جهة ليعود حفظ المال فلا يضيّع كل ما يصل إليه منه في شراء اللعب والمشتهيات، وخطير من جهة أخرى إذ يحبب إليه المال ،ويعوده الشح به
فإن كان لا بد فليعود على الأنفاق منه أحياناً في شتى وجوه البر0
*وأن لا يمكّن من فعل شيء خفية،فإنه لا يخفيه إلا لأعتقاد السوء فيه، فإذا فعل ذلك وغفل عنه ولي الأمر ، تعوّدالسوء ،واحتال له ، وتمكّن في نفسه
* وأن لا يسمح له بأعتياد الحلف بالله تعالى ،صادقاً إلا عند الحاجة ،أما إذا كان كاذباً فيخوف بشدة من عاقبة الحلف بالله كذباً0
* وأن يجنب الفضول ولا يتدخل فيما لا يعنيه من قول أو فعل0
*وأن يجنب لغو الكلام وفحشه ،واللعن والسب،ومخالطة من يجري على لسانه شيء من ذلك 0
* وأن يعود قلة الكلام ويحذّر من كثرته0
* وأن يعود حسن الأستماع إذا تكلم غيره ، ولا يقطع عليه الحديث ، ولا يتشاغل عنه0

يتبع إن شاء الله

شكرا لك

جزاك الله خير

جزاك الله خير

بارك الله فيك على الموضوع

بوركتم
جزاكم الله خيرا

هذا واجبنا

» نصيحة أب لأبنته قبل زواجها --
» التربية
» 55 نصيحة ليحافظ الرجل على بيت الزوجية
» ملخصات دروس التربية الاسلامية للسنة الأولى باكالوريا