نساء بالمهجر
إدريس ولد القابلة
الحوار المتمدن - العدد: 1379 - 2005 / 11 / 15
حلاليات بالخارج
ملف هذا العدد خصصنا ه لبعض بنات حلالة غادرن المغرب للبحث عن غد أفضل من اليوم فلم يصادفن إلا واقع بالمهجر أمر وأدهى من يوم وأمس البلد. وهكذا سقطن في الفخ فلاهن قادرات الآن على العودة إلى أحضان وطنهن خاويات الوفاض ولا هنّ تمكنّ من وجود مكان تحت شمس أرض المهجر. ملف أعده رئيس التحرير إدريس ولد القابلة وذلك عبر لقاءات ودردشات وتقصي وبحث ومهما يكن من أمر يظل هذا العمل مجرد خطوة أولى في طرح الإشكالية محاولة منا لفت الانتباه إليها، وأتمنى أن أكون قد وفقت في ذلك فضاء الحوار
ثمن هجرة العار و المهانة
أغلب القنيطريات المستجوبات أكدن على أداء ثمن باهض قصد تمكنهن من الهجرة، لكن لم يجدن إلا اليأس والمعاناة وعيشة لاتليق بالإنسان. إنهن أدين الثمن ليس نقدا فقط، وإنما أديناه من لحومهن وكرامتهن وشرفهن. ولذلك كان مصابهن أجل من مصاب الذكور واسغلال الذكور. وقد صرحت إحداهن أن جماعة من الشابات الراغبات "في الحريك" اضطرت للبقاء أكثر من شهرين في ضيافة الاشخاص القائمين على "عملية الحريك" يخدمهم ويخضعن لنزواتهم متى أرادوا وشاؤوا ويتحملن المهانة في أوضاع غير انسانية. أليست هذه هجرة العار والمهانة.
قنيطريات ضحايا النصب و الاحتيال
توصلت الجريدة بأكثر من عشرة برقية إلكترونية، صادرة بعضها من إيطاليا وبعضها الآخر من إسبانيا وكلها تشير فيها صاحبتها أنهن من القنيطرة أو نواحيها، وقاسمها المشترك، أنهن تعرضن للنصب والاحتيال وكنّ ضحايا لعروض شغل وهمية تمنح لهن ظروف عمل مغرية. وأكدت 5 نساء منهن أنهن هاجرن بطريقة شرعية وحصلن على التأشيرة. لكن عند وصولهن إلى أوربا اكتفشن أن لا وجود للشركة أو أوالمؤسسة، علما أنهن كلهن أدين مبالغ باهضة للحصول على عقد عمل. وجاء في احدى البرقيات، بعثتها م.س من مواليد ضواحي القنيطرة: "...لم أربح إلا التمكن من الخروج من المغرب بطريقة سهلة دون الاضطرارإلى تعريض حياتي للخطر، لكن وجدت نفسي في وضعية أشد وأقبح من وضعيتي السابقة ببلادي... لا أقوى على الرجوع إلى أهلي خاوية الوفاض ولا أتمكن من ضمان عيش كريم بأرض المهجر وهذا مايزيد من معاناتي .... وهذه الوضعية دفعت جملة من صديقاتي إلى الارتماء في أحضان المافيا أوممارسة الدعارة الرخيصة...".
بين العمل في البيوت و امتهان الدعارة
الشرطة الاسبانية تترصد المهاجرات المغربيات
تعد%90 نسبة المهاجرات المغربيات في اسبانيا الدين يمتهنون الدعارة وذلك حسب ما افادته احصائيات هيئة الامم المتحدة لكونها(الدعارة) توفر دخلا ماديا بالنسبة للمرأة المنتمية لدول العالم الثالث ولكون أغلبية المهاجرات المغربيات لم يتعودن على العمل يلجأن إلى امتهان الدعارة وهذا ما يهدد حياتهن بأمراض خطيرة كالسيدا، والمشكل الكبير المطروح أنهن يخفن التقدم للكشف عنهن خوفا من عدة أشياء كالقبض عليهن وإعادتهن إلى بلدهن.
في هذا الصدد تجرأت بعض المهاجرات بطرح هذا المشكل واعترافهن لحمل السيدا لكن حسب قولهن لا ينتظرن حلا لكن عبرة لمن يرغب في الهجرة خصوصا النساء.
تعبت، تعبت، تعبت... هكذا بدأت ليلى 17 سنة تحكي قصتها أو بالأحرى قصتهم (عشرات المهاجرات) قالت: حلمت كباقي فتيات جيلي بأن أهاجر إلى اسبانيا، عالم تحقيق الاحلام، لأساعد أسرتي وأجلب لهم المال والسيارة... بالفعل هاجرت وتحقق ماكنت أطمح إليه لكن بعكس ما ظننت ليس بالسهولة التي كانت متوقعة. سألتها كيف ذلك؟ أجابت عند وصولي إلى اسبانيا عبر قوارب الموت عملت كمربية في إحدى البيوت الاسبانية ونظرا لضعف الأجرة قررت استبدالها لكن بمجرد خروجي من هذا العمل وجدت نفسي في الشارع في عمل خاص بالشارع، ونظرا لعدم توفيري على أوراق قانونية خضعت أوخضعنا لانني تعرفت على أخريات مغربيات من مدن القنيطرة، الرباط، الدارالبيضاء، ووجدة... لمساومات أصحاب المال والضيعات... يتخدوننا كخليلات.
وماذا بعد؟ وجدت عملا بمعمل في مدينة برشلونة أعمل داخله طيلة السنة لكن في الصيف ألجأ للعمل في الدعارة داخل نوادي مخصصة.
لماذا ذلك وأنت تتوفرين على عمل؟ لأن دخل المعمل لا يمكنه أن يمنحني ما جئت من أجله، 8 سنوات مرت حققت ما كانت عائلتي تريد لكن بعد فقداني كل شيء دون معرفة عائلتي بذلك...
لماذا لا تعودين إلى عائلتك بالمغرب؟ لا يمكنني العودة إلى المغرب لأنني ليس لي أوراق قانونية و..
رغم هذه المدة، وإن كان ذلك خصوصا وأنت غير راضية على وضعك فالعودة إلى عائلتك أحسن؟ لا أقدر على مواجهة عائلتي أريدهم أن ينعموا بما فيه هم الآن والحج الذي ذهبوا إليه والداي من المال الذي بعتته لهم، لا أريد أن تقع مصيبة بسببي في عائلتي أكثر مما عندي.
وما هي إذن؟ أحمل مرض السيدا (تبكي) عرفت الآن بعد مشقة وفوات الأوان معنى الحياة البسيطة الشريفة أعرف أنه لن ينفعني الندم بعدما خسرت كل شيء هل أعود إلى المغرب وأجلب العار لعائلتي الذي لم يتجرأ أحد يوما من العائلة على القيام به، أم ماذا لا أريد جوابا لهذا السؤال أكثر مما أريد أن أكون عبرة كما سبق القول فالموت أهون من الاستمرار في هذه المهنة. أدعو الله ليل نهار أن يغفر لي وأن يقرب أجلي... هذا إذن ما استطعت أن أميز من كلام ليلى المرفوق بالبكاء ومن جهة أكدت ليلى على أن أغلبية النساءالمهاجرات نحواسبانيا ما يجعلهن مصيدة نحو مجهول اسمه الدعارة هو عدم حصولهن على شغل قار في المغرب وحتى وإن كان فإنه لايناسب بنيتهن.
أما رقية 26 سنة رفيقة ليلى فتقول "غالبا مايتم استغلال الفتيات المهاجرات اللواتي يصلن عن طريق قوارب الموت إلى السواحل الاسبانية حيث يتم حملهن إلى معتقلات وهناك يمارس عليهن جنود اسبان وشرطة الجنس قبل إطلاق سراحهن وتكون هذه بداية خروجهن إلى الدعارة واحترافهن واستغلالهن بصورة بشعة لأنهم يعرفون بأن هؤلاء لا يقدرون على التبليغ عنهم مما يعرض حياتهن (حياتنا) إلى الخطر. تقول رقية كذلك أنا حاملة للسيدا .لدي أوراقي القانونية حصلت عليها منذ السنة الاولى لي هنا باسبانيا والآن مرت 10 سنوات لم أزر المغرب فيها قط، ولأني لا أقدر على مواجهة أهلي في المغرب قررت عدم الرجوع بتاتا وأقول لهم بأنني لم أحصل بعد على الأوراق وهناك الكثيرات مثلنا قررن عدم العودة وهناك أيضا من يتنقل بين المغرب وإسبانيا لكن بطبيعة الحال دون علم عائلاتهن بعملهن هنا باسبانيا...
إذن هذه اعترافات لمغربيات عايشن امتهان الدعارة التي تسببت في حملهن لمرض السيدا فهل إذن ستكون هذه الاعترافات عبرة؟ وماعسى أن تفعل المهاجرات هل نلومهن أم ماذا خصوصا التي تهدد حياة عدد من النساء المغربيات وأن الظروف التي جعلتهن يهاجرون إلى اسبانيا معروفة ولا من يفكر في حل هذه المعضلة.
مغربيات باسرائيل
رشيدة بنت حلالة
هناك مغربيات وصلن إلى إسرائيل في السنوات الأخيرة. فهناك فتيات مغربيات كثيرات يعملن كخادمات في اسرائيل، وعمرهن يتراوح ما بين 32-22 سنة وبعضهن يحملن شهادات عليا (إجازة). من بينهن رشيدة، وهي من القنيطرة، وصلت إلى إسرائيل دون علم أهلها. تمكنت من الحصول عن عمل كخادمة في إسرائيل بواسطة إعلان نشر في إحدى الصحف المغربية. وأغلب المغربيات المتواجدات باسرائيل انخرطن في الدعارة. ومن صديقات رشيدة بنت حلالة عائشة من الدار البيضاء وفاطمة من طنجة وحسناء من العرائش، تحولن نقودهن إلى باريس ومن ثمة إلى المغرب. وكلما شعرن بالذنب يتعاطين للشرب حتى ينسين. وحسب موقع إيلاف فإن هناك ما يقرب من 600مغربية يعملن كخادمات أو يتعاطين للدعارة في القدس وعسقلان واللد
(يتبع)